Ramadan Time Table

Download Now


Title
مُرَافَقَةُ النَّبِيِّ فِي الْجَنَّةِ
Date
9/20/2020 10:29:16 AM

مُرَافَقَةُ النَّبِيِّ r فِي الْجَنَّةِ

الْخُطْبَةُ الْأُولَى

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَرْسَلَ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، وَرَفَعَ دَرَجَتَهُ فِي عِلِّيِّينَ، وَجَعَلَ لَهُ رُفَقَاءَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ، قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)([1]).

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ دُخُولَ الْجَنَّةِ غَايَةُ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ، وَمَطْلَبُ كُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ، وَذَلِكَ هُوَ الْفَلَاحُ الْمُبِينُ، وَالْفَوْزُ الْعَظِيمُ، قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:( أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ)([2]). وَأَعْلَى النَّاسِ مَنْزِلَةً فِي الْجَنَّةِ الْأَنْبِيَاءُ وَالْمُرْسَلُونَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، وَأَوَّلُهُمْ سَيِّدُنَا وَنَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ r، فَإِنَّهُ فِي أَعْلَى دَرَجَاتِ الْجَنَّةِ، قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ سَلُوا اللَّهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَسِيلَةُ؟ قَالَ:« أَعْلَى دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ، لَا يَنَالُهَا إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ، أَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ»([3]). وَصُحْبَةُ النَّبِيِّ r فِي الْجَنَّةِ أَعْظَمُ صُحْبَةٍ، وَمُرَافَقَتُهُ فِيهَا أَعْلَى رُتْبَةٍ، إِلَيْهَا يَسْعَى الْمُجْتَهِدُونَ، وَلِأَجْلِهَا يَعْمَلُ الْعَامِلُونَ، فَكَيْفَ نَكُونُ مِنْ رُفَقَاءِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ r فِي الْجَنَّةِ ؟

إِنَّ مِنْ أَهَمِّ أَسْبَابِ مُرَافَقَةِ النَّبِيِّ r وَمُجَالَسَتِهِ فِي الْجَنَّةِ: تَعْزِيزَ مَحَبَّتِهِ r فِي الْقَلْبِ، فَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ r: مَتَى السَّاعَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ r مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟». قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَثِيرِ صَلَاةٍ وَلَا صَوْمٍ وَلَا صَدَقَةٍ، وَلَكِنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. قَالَ r أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ»([4]). قَالَ أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ بَعْدَ الْإِسْلَامِ فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ rإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ»([5]). وَالْمَحَبَّةُ الصَّادِقَةُ لِرَسُولِ اللَّهِ r هِيَ الَّتِي تَدْفَعُ لِطَاعَتِهِ، وَلُزُومِ أَخْلَاقِهِ وَهَدْيِهِ، وَتَعْظِيمِ مَقَامِهِ وَقَدْرِهِ، وَالْعَمَلِ بِمَا جَاءَ بِهِ، فَقَدْ أَتَى ثَوْبَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى النَّبِيِّ r فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاللَّهِ إِنَّكَ لَأَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، وَإِنَّكَ لَأَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَهْلِي، وَأَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ وَلَدِي، وَإِنِّي لَأَكُونُ فِي الْبَيْتِ فَأَذْكُرُكَ، فَمَا أَصْبِرُ حَتَّى آتِيَكَ فَأَنْظُرَ إِلَيْكَ، وَإِذَا ذَكَرْتُ مَوْتِي ومَوْتَكَ؛ عَرَفْتُ أَنَّكَ إِذَا دَخَلْتَ الْجَنَّةَ رُفِعْتَ مَعَ النَّبِيِّينَ، وَإِنِّي إِذَا دَخَلْتُ الْجَنَّةَ خَشِيتُ أَنْ لَا أَرَاكَ. فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ r حَتَّى نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِهَذِهِ الْآيَةِ:( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا)([6]).

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: وَمِنْ أَسْبَابِ مُرَافَقَةِ النَّبِيِّ r فِي الْجَنَّةِ: تَحْقِيقُ أَرْكَانِ الْإِسْلَامِ، فَقَدْ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ r فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، شَهِدْتُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، وَصَلَّيْتُ الْخَمْسَ، وَأَدَّيْتُ زَكَاةَ مَالِي، وَصُمْتُ شَهْرَ رَمَضَانَ. فَقَالَ النَّبِيُّ r مَنْ مَاتَ عَلَى هَذَا؛ كَانَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ هَكَذَا -وَنَصَبَ أُصْبُعَيْهِ- مَا لَمْ يَعُقَّ وَالِدَيْهِ»([7]). فَمَنْ أَدَّى مَا أَوْجَبَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ، وَكَانَ بَارًّا بِوَالِدَيْهِ؛ نَالَ مُرَافَقَةَ النَّبِيِّ r فِي الْجَنَّةِ.

وَالصَّلَاةُ مِنْ أَعْظَمِ أَرْكَانِ الْإِسْلَامِ، فَمَنْ حَافَظَ عَلَى فَرَائِضِهَا، وَأَكْثَرَ مِنْ نَوَافِلِهَا؛ كَانَ مِنْ رُفَقَاءِ النَّبِيِّ r فِي الْجَنَّةِ، فَعَنْ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ أَبِيتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ r فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ، فَقَالَ لِي:« سَلْ». فَقُلْتُ: أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ. أَيْ: أَسْأَلُكَ أَنْ أَكُونَ قَرِيبًا مِنْكَ، مُتَمَتِّعًا بِالنَّظَرِ إِلَيْكَ، حَتَّى لَا أُفَارِقَكَ([8]). فَقَالَ r أَوَغَيْرَ ذَلِكَ؟». قُلْتُ: هُوَ ذَاكَ. قَالَ:« فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ»([9]).

عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ الْمَرْءَ إِذَا تَحَلَّى بِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ، وَتَخَلَّقَ بِأَحَاسِنِهَا؛ كَانَ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ r، وَأَقْرَبِهِمْ مِنْهُ مَجْلِسًا فِي الْجَنَّةِ، فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ r يَقُولُ :« أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَحَبِّكُمْ إِلَيَّ، وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟». فَسَكَتَ الْقَوْمُ، فَأَعَادَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، قَالَ الْقَوْمُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ r أَحْسَنُكُمْ خُلُقًا»([10]). وَذَلِكَ لِمَا لِلْأَخْلَاقِ مِنْ أَثَرٍ كَبِيرٍ فِي الْحِفَاظِ عَلَى تَمَاسُكِ الْمُجْتَمَعِ وَتَلَاحُمِهِ، وَتَعْزِيزِ الْمَوَدَّةِ وَالْمَحَبَّةِ بَيْنَ أَفْرَادِهِ.

وَمِنْ أَسْبَابِ مُرَافَقَةِ النَّبِيِّ r فِي الْجَنَّةِ: الْعِنَايَةُ بِالْبَنَاتِ، وَالْإِحْسَانُ إِلَى الْأَخَوَاتِ، فَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r مَنْ عَالَ ابْنَتَيْنِ أَوْ أُخْتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَ أَخَوَاتٍ حَتَّى يَبِنَّ  -أَيْ يَتَزَوَّجْنَ- أَوْ يَمُوتَ عَنْهُنَّ، كُنْتُ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ». وَأَشَارَ بِأُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى([11]). أَيْ: مَنْ قَامَ عَلَى شُؤُونِهِنَّ بِالنَّفَقَةِ وَالتَّرْبِيَةِ وَنَحْوِهِمَا؛ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ الرَّسُولِ r فِي الْجَنَّةِ([12]). وَفِي ذَلِكَ بَيَانُ فَضْلِ الْإِحْسَانِ إِلَى الْبَنَاتِ وَالْأَخَوَاتِ، وَالْقِيَامِ بِسَائِرِ أُمُورِهِنَّ([13]).

أَيُّهَا الْمُحْسِنُونَ: إِنَّ مِنْ أَوْسَعِ أَبْوَابِ الْخَيْرِ، وَأَعْظَمِ أَنْوَاعِ التَّكَافُلِ، وَأَسْمَى مَرَاتِبِ التَّعَاوُنِ الَّتِي يَنَالُ بِهَا الْمَرْءُ مُرَافَقَةَ النَّبِيِّ r فِي الْجَنَّةِ: كَفَالَةَ الْيَتِيمِ، وَتَكُونُ بِالْقِيَامِ بِأَمْرِهِ، وَرِعَايَةِ مَصَالِحِهِ، وَالْحِفَاظِ عَلَى أَمْوَالِهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ». وَأَشَارَ بِأُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى([14]).

فَاللَّهُمَّ ارْزُقْنَا مُرَافَقَةَ نَبِيِّنَا r فِي الْجَنَّةِ، وَوَفِّقْنَا لِطَاعَتِكَ أَجْمَعِينَ، وَطَاعَةِ رَسُولِكَ مُحَمَّدٍ الْأَمِينِ r وَطَاعَةِ مَنْ أَمَرْتَنَا بِطَاعَتِهِ عَمَلًا بِقَوْلِكَ:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)([15]).

نَفَعَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ،

وَبِسُنَّةِ نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ،

فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.


الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَلِيُّ الصَّالِحِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.

أَيُّهَا الْمُصَلُّونَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَجْتَهِدُ فِي الْأَعْمَالِ الَّتِي يَنَالُ بِهَا مُرَافَقَةَ النَّبِيِّ r فِي الْجَنَّةِ، ثُمَّ يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُبَلِّغَهُ هَذِهِ الْمَنْزِلَةَ الْعَظِيمَةَ؛ اقْتِدَاءً بِأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ r، فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّهُ قَامَ يُصَلِّي وَيَدْعُو، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ rاسْأَلْ تُعْطَهْ». فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيمَانًا لَا يَرْتَدُّ، وَنَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَمُرَافَقَةَ مُحَمَّدٍ r فِي أَعَلَى جَنَّةِ الْخُلْدِ([16]).

وَمَنْ أَكْثَرَ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ r كَانَ رَفِيقَهُ فِي الْجَنَّةِ، فَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيْهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r أَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلاَةِ فِي كُلِّ يَوْمِ جُمُعَةٍ، فَإِنَّ صَلَاةَ أُمَّتِي تُعْرَضُ عَلَيَّ فِي كُلِّ يَوْمِ جُمُعَةٍ، فَمَنْ كَانَ أَكْثَرَهُمْ عَلَيَّ صَلَاةً كَانَ أَقْرَبَهُمْ مِنِّي مَنْزِلَةً»([17]). اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ. وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ الْأَكْرَمِينَ. اللَّهُمَّ زِدْنَا إِيمَانًا وَيَقِينًا، وَعَوْنًا وَتَوْفِيقًا، وَمَحَبَّةً وَتَلَاحُمًا، وَاغْفِرْ لَنَا وَلِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا، وَبَارِكْ فِي أَوْلَادِنَا، وَأَدِمِ السَّعَادَةَ فِي بُيُوتِنَا وَوَطَنِنَا، وَاجْعَلْنَا بَارِّينَ بِآبَائِنَا، وَاصِلِينَ لِأَرْحَامِنَا. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ: الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ الَّذِينَ انْتَقَلُوا إِلَى رَحْمَتِكَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُمْ رَحْمَةً وَاسِعَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَأَدْخِلْهُمُ الْجَنَّةَ يَتَنَعَّمُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ. وَأَدْخِلِ اللَّهُمَّ فِي عَفْوِكَ وَغُفْرَانِكَ وَرَحْمَتِكَ آبَاءَنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَجَمِيعَ أَرْحَامِنَا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا. اللَّهُمَّ احْفَظْ  لْأمَتنا اسْتِقْرَارَهَا وَرَخَاءَهَا، وَبَارِكْ فِي خَيْرَاتِهَا، وَزِدْهَا فَضْلًا وَنِعَمًا، وَحَضَارَةً وَعِلْمًا، وَبَهْجَةً وَجَمَالًا، وَمَحَبَّةً وَتَسَامُحًا، وَأَدِمْ عَلَيْهَا السَّعَادَةَ وَالْأَمَانَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.

اللَّهُمَّ انْشُرِ الاِسْتِقْرَارَ وَالسَّلَامَ فِي بُلْدَانِ الْمُسْلِمِينَ وَالْعَالَمِ أَجْمَعِينَ.

اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ وَلَا تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِينَ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا غَيْثًا مُغِيثًا هَنِيئًا وَاسِعًا شَامِلًا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ، وَأَنْبِتْ لَنَا مِنْ بَرَكَاتِ الْأَرْضِ. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، وَأَدْخِلْنَا الْجَنَّةَ مَعَ الْأَبْرَارِ يَا عَزِيزُ يَا غَفَّارُ. عِبَادَ اللَّهِ: اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكرُوهُ علَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ. وَأَقِمِ الصَّلَاةَ.

 



([1]) الحديد : 28 .

([2]) الحشر : 20 .

([3]) الترمذي : 3612 .

([4]) متفق عليه .

([5]) أحمد : 13717 .

([6]) الطبراني في المعجم الأوسط 1/150 ، والآية من سورة النساء : 69 .

([7]) أحمد : 24478 .

([8]) دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين (1/392).

([9]) مسلم : 489 .

([10]) البخاري في الأدب المفرد : 272 ، وأحمد : 6906 .

([11]) أحمد : 12498.

([12]) شرح النووي على مسلم (16/180).

([13]) شرح النووي على مسلم : 8/469.

([14]) البخاري : 5304 ، والترمذي : 1918 واللفظ له.

([15]) النساء : 59.

([16]) أحمد : 4428.

([17]) البيهقي في السنن الكبرى : 3/249 ، وشعب الإيمان 3/110 .


Home
News
Friday Sermon
Events & Activies
Prayer Times
Mosque Finder
About us
Services
Courses
Halal Businesses
Become a Member
Newsletter Registration
Unsubscribe Newsletter
Contact us
Send Enquiry
Follow us
Zero Tolerance to Hate Crime