GOOD MANNERSالخلق الحسن (1)
أيها المسلمون، اعملوا أن الإسلام جاء لتحقيق غاية عظيمة، وجاء ليقوم بمهمة جسيمة، ألا وهي القيام بحق الله تعالى وحقوق الخلق، لقول الله تعالى: وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِٱلْوٰلِدَيْنِ إِحْسَـٰناً وَبِذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَـٰمَىٰ وَٱلْمَسَـٰكِينِ وَٱلْجَارِ ذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْجَارِ ٱلْجُنُبِ وَٱلصَّـٰحِبِ بِٱلجَنْبِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً [النساء: 36]، وما سوى هذه الغاية من عُمران الأرض، وتشريع الحدود، وكف الظلم ونحو ذلك، فهو تابع للغاية الكبرى، التي هي الوفاء بحق الله وحقوق الخلق، ووسيلة إلى هذه الغاية، وتمهيد إليها.
والخلق الحسن أساس القيام بحق الله وحقوق الخلق، والخلق الحسن بالإيمان أصل الوفاء بحق الله وحق العباد،
Good conduct is the foundation for the fulfilment of one's obligations to Allaah and to other human beings.
وبذلك ترفع الدرجات وتكفر السيئات،
Good conduct increases ones rank in the sight of Allaah and erases one's misdeeds.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله يقول: ((إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم)) رواه أبو داود[1]،
Aa'ishah, may Allaah be pleased with her, related that she heard the Prophet (pbuh) saying: "A believer achieves by his good conduct the same reward as a person who fasts much and prays (the voluntary prayer) during the night." (Abu Dawood).
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي قال: ((ما من شيء أثقل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذيء)) رواه الترمذي وقال: (حديث حسن صحيح)[2]، فالخلق الحسن هو جماع الخير كله.
The Prophet (pbuh) also said: "Nothing is heavier on the scale of a believing slave (of Allaah) on the Day of Resurrection than good conduct. Indeed Allaah dislikes the rude and disrespectful." (At-Tirmidhi).
والخلق الحسن هو كل صفة حميدة في الشرع والعقل المستقيم، وقال بعض أهل العلم: "الخلق الحسن بذل الخير، وكف الشر"، ويقال: "الخلق الحسن بذل الندى وكف الأذى".
Good conduct includes all commendable characteristics and all other matters which are good according to Islamic Law and sound reason. Some scholars have stated that: "Good conduct is to spread all that which is good and abstain from all that which is evil." Good conduct entails that one performs all that which Allaah has enjoined and abstains from all that which He has forbidden.
والقول الجامع للخلق الحسن هو كل ما أمر الله به، وترك كل ما نهى الله عنه، كالأمر بالتقوى والإخلاص والصبر والحلم والأناة والحياء والعفة والغيرة وبر الوالدين وصلة الأرحام والرحمة وإغاثة الملهوف والشجاعة والكرم والصدق وسلامة الصدر والرفق والوفاء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحسن الجوار والتواضع والتحمل والسماحة والأمانة
One must endeavour to be pious, sincere, patient, forbearing, modest, deliberate, decent, dutiful to one's parents, kind to kith and kin, passionate, courageous, generous, truthful, gentle, enjoin good and possess good neighbourliness, humbleness and tolerance.
ومجانبة المكر والغدر والخيانة والخديعة والفواحش والمنكرات وخبائث المشروبات وخبائث المآكل والكذب والبهتان والشح والبخل والجبن والرياء والكبر والعجب والظلم والعدوان والحقد والغل والحسد والبعد عن التهم ونحو ذلك.
One must also abstain from trickery, betrayal, immodesty, disgraceful behaviour, consuming unlawful food and drink, lying, slandering, miserliness, cowardliness, showing-off and self-glorification.
وفي الحديث عن النبي أنه قال: ((أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسَّن خلقه)) رواه أبو داود بإسناد صحيح من حديث أبي أمامة رضي الله عنه[4].
it is reported that the Prophet (pbuh) said: "I am the guarantor of a home in the upper part of Paradise for whomsoever possesses good conduct." (Abu Dawood).
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((ألا أخبركم بمن يحرم على النار، أو بمن تحرم عليه النار؟ تحرم على كل قريب هيِّن ليِّن سهل)) رواه الترمذي وقال: "حديث حسن"[5].
He (pbuh) also said: "Shall I not tell you of the person for whom Hell is forbidden? - Hell is forbidden for every person who is tolerant, unpretentious and pleasant." (At-Tirmidhi).
وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي قال: ((إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه)) رواه مسلم[6].
‘Aa'ishah, may Allaah be pleased with her, narrated that the Prophet (pbuh) said: "Gentleness does not but adorn one's deeds and when something is devoid of gentleness, it becomes disfigured." (Muslim).
وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: سألت رسول الله عن البر والإثم فقال: ((البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس)) رواه مسلم[7].
Nawwaas bin Sam‘an, may Allaah be pleased with him, said: "I asked the Messenger of Allaah(pbuh)about righteousness and sin and he replied: "Righteousness is good conduct and sin is something that is deeply rooted in your heart which you would not like anybody else to know about.""(Muslim).
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه الآيات والذكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيد المرسلين، وبقوله القويم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
________________________________________
[1] هو في كتاب الأدب من السنن [4798]، وأخرجه أحمد (6/90، 133)، وابن حبان [480] ـ الإحسان ـ وصححه الحاكم (1/60)، ووافقه الذهبي، وقال الألباني: "صحيح". صحيح الترغيب والترهيب [2643].
[2] هو في كتاب البر والصلة من السنن [2002]، وأخرجه أحمد (6/442، 446، 448)، وأبو داود في الأدب [4799]، وابن حبان [481] ـ الإحسان ـ وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب [2641].
[3] أخرجه مسلم في كتاب الإيمان [214].
[4] هو في كتاب الأدب من السنن [4800]، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب [2648].
[5] في كتاب صفة يوم القيامة من السنن [2488]، وأخرجه أحمد (1/415)، وابن حبان [469] ـ الإحسان ـ، والطبراني في الكبير في (10/231)، وجوّد المنذري في الترغيب (2/354) إسناد الطبراني، وصححه الألباني في صحيح الترغيب (1744)، وخرجه في السلسلة الصحيحة [938].
[6] كتاب البر والصلة [2594].
[7] كتاب البر والصلة [2553].