جَزَاءُ الضِّعْفِ
الْخُطْبَةُ الْأُولَى
الْحَمْدُ لِلَّهِ الْعَزِيزِ الْكَرِيمِ، ذِي الْإِحْسَانِ الْعَمِيمِ، يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ
مِنْ عِبَادِهِ أَجْرَهُ، وَيَزِيدُ لَهُ ثَوَابَهُ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، صَاحِبُ الْفَضْلِ جَلَّ جَلَالُهُ، وَتَقَدَّسَ
كَمَالُهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ
سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، فَاللَّهُمَّ
صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ
وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ
الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ، قَالَ
تَعَالَى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا
اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ
لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)([1]).
أَيُّهَا
الْمُصَلُّونَ: يَقُولُ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ:( إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ
مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا
عَظِيمًا)([2]). أَيْ:
إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يُنْقِصُ مُؤْمِنًا حَسَنَةً، وَلَكِنْ يُضَاعِفُ لَهُ
ثَوَابَ أَعْمَالِهِ([3]). فَالْحَسَنَةُ الْوَاحِدَةُ يُضَاعِفُهَا فَيُكْثِرُ
ثَوَابَهَا([4]). قَالَ النَّبِيُّ r فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ:« إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ
وَالسَّيِّئَاتِ، ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ، فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ
فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، فَإِنْ
هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ
إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ
فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، فَإِنْ
هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً»([5]).
وَقَدْ حَثَّ اللَّهُ تَعَالَى عِبَادَهُ عَلَى عَمَلِ الصَّالِحَاتِ، وَالْإِكْثَارِ مِنَ الْحَسَنَاتِ، وَوَعَدَهُمْ
عَلَيْهَا بِزِيَادَةِ ثَوَابِهَا، وَمُضَاعَفَةِ أَجْرِهَا، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ:( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا)([6]). أَيْ: فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِ حَسَنَتِهِ الَّتِي
جَاءَ بِهَا([7]). وَقَالَ سُبْحَانَهُ:( وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا
حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ)([8]). فَبَشَّرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا بِطَاعَتِهِ بِالنَّعِيمِ وَمُضَاعَفَةِ الأَجْرِ وَالْكَرَامَةِ فِي الْآخِرَةِ([9]). وَهُوَ الْغَفُورُ الشَّكُورُ، يَغْفِرُ الْكَثِيرَ مِنَ
السَّيِّئَاتِ، وَيُكَثِّرُ الْقَلِيلَ مِنَ الْحَسَنَاتِ، فَيَسْتُرُ وَيَغْفِرُ،
وَيُضَاعِفُ فَيَشْكُرُ([10]). وَيُثِيبُ عَلَى الْحَسَنَةِ أَضْعَافًا كَثِيرَةً،
قَالَ تَعَالَى:( وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ
عَلِيمٌ)([11]). فَاللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ كَرِيمٌ فِي ثَوَابِهِ، يَهَبُ مَنْ
يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَجْرًا عَظِيمًا،
وَيُؤْتِي
مِنْ لَدُنْهُ فَضْلًا كَبِيرًا (ذَلِكَ فَضْلُ
اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)([12]).
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: مَا هِيَ الْأَعْمَالُ الَّتِي لَهَا جَزَاءُ الضِّعْفِ؟ إِنَّ الْإِيمَانَ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ أَجْرٌ كَبِيرٌ، وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ
لَهُ ثَوَابٌ عَظِيمٌ، فَمَنْ آمَنَ بِرَبِّهِ، وَتَقَرَّبَ إِلَيْهِ بِالطَّاعَاتِ؛
نَالَ أَجْرَهُ أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً، قَالَ تَعَالَى:( وَمَا أَمْوَالُكُمْ
وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ
وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي
الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ)([13]). أَيْ: تُضَاعَفُ لَهُمُ الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا،
إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، وَهُمْ فِي مَنَازِلِ الْجَنَّةِ الْعَالِيَةِ آمِنُونَ
مِنْ كُلِّ بَأْسٍ وَخَوْفٍ وَأَذًى، وَمِنْ كُلِّ شَرٍّ يُحْذَرُ مِنْهُ([14]).
وَتَقْوَى اللَّهِ
تَعَالَى لَهَا أَجْرَانِ،
فَإِنَّ التَّقِيَّ قَدْ آمَنَ بِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَرَاهُ، فَصَانَ نَفْسَهُ
عَنْ مَعْصِيَتِهِ، وَوَقَفَ عِنْدَ أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ، وَعَمِلَ بِهَدْيِ نَبِيِّهِ
r، فَآتَاهُ أَجْرَهُ
مَرَّتَيْنِ، قَالَ تَبَارَكَ اسْمُهُ:(
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ
كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ
وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)([15]). أَيْ: يُعْطِكُمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْأَجْرِ([16]).
عِبَادَ اللَّهِ: وَمِنَ الْأَعْمَالِ الَّتِي لَهَا
ثَوَابٌ مُضَاعَفٌ فِي
الْآخِرَةِ قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، فَلَكَ بِكُلِّ حَرْفٍ حَسَنَةٌ،
وَيُضَاعِفُهَا اللَّهُ تَعَالَى لَكَ عَشْرَةَ أَمْثَالٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :« مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ
بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلَامٌ حَرْفٌ،
وَمِيمٌ حَرْفٌ»([17]). وَمَنْ شَقَّتْ عَلَيْهِ التِّلَاوَةُ فَلَهُ أَجْرَانِ،
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :« الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ،
وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ، لَهُ أَجْرَانِ»([18]). أَيْ أَجْرُ الْقِرَاءَةِ وَأَجْرُ الْمَشَقَّةِ وَالتَّعَبِ([19]).
وَيُضَاعِفُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَجْرَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ لِمَنْ حَرَصَ عَلَيْهَا، وَأَدَّاهَا حَقَّ أَدَائِهَا، فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ قَدْ فَرَضَهَا فِي رِحْلَةِ الْمِعْرَاجِ خَمْسِينَ صَلَاةً،
ثُمَّ خَفَّفَهَا بِرَحْمَتِهِ إِلَى خَمْسٍ، وَجَعَلَهَا خَمْسِينَ فِي الْأَجْرِ
كَمَا جَاءَ فِي حَدِيثِ الْإِسْرَاءِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :« فَنُودِيَ إِنِّي قَدْ أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي، وَخَفَّفْتُ
عَنْ عِبَادِي، وَأَجْزِي الْحَسَنَةَ عَشْرًا»([20]). فَاحْرِصُوا يَا عِبَادَ اللَّهِ عَلَى أَدَاءِ
الصَّلَوَاتِ فِي وَقْتِهَا، وَخَاصَّةً صَلَاةَ الْعَصْرِ، فَمَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا
كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ أَجْرَهُ مَرَّتَيْنِ، فَعَنْ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ r الْعَصْرَ، فَقَالَ:« إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ عُرِضَتْ
عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَضَيَّعُوهَا، فَمَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَ لَهُ أَجْرُهُ
مَرَّتَيْنِ»([21]).
فَاللَّهُمَّ ارْزُقْنَا خَيْرَ الْأَعْمَالِ أَثَرًا، وَأَفْضَلَهَا أَجْرًا،
وَوَفِّقْنَا لِطَاعَتِكَ أَجْمَعِينَ، وَطَاعَةِ رَسُولِكَ مُحَمَّدٍ الْأَمِينِ r وَطَاعَةِ مَنْ أَمَرْتَنَا
بِطَاعَتِهِ، عَمَلاً بِقَوْلِكَ:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا
اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)([22]).
نَفَعَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَبِسُنَّةِ
نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ
إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الْخُطْبَةُ
الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، يَا رَبِّ لَكَ الْحَمْدُ
كَمَا يَنْبَغِي لِجَلَالِ وَجْهِكَ وَعَظِيمِ سُلْطَانِكَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ
إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ،
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ
أَجْمَعِينَ، وَعَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى
اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
أَيُّهَا
الْمُصَلُّونَ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:( إِنَّ
المُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا
يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ)([23]). فَالصَّدَقَةُ مِمَّا يُضَاعَفُ عِنْدَ اللَّهِ أَجْرُهَا،
وَيُخْلَفُ فِي الدُّنْيَا عَلَى صَاحِبِهَا، قَالَ سُبْحَانَهُ:( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا
فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ)([24]). وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ:( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ
لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً)([25]). وَالصَّدَقَةُ عَلَى ذِي الْقُرْبَى الْمُحْتَاجِ لَهَا
أَجْرَانِ، قَالَ r :« الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَالصَّدَقَةُ
عَلَى ذِي الرَّحِمِ اثْنَتَانِ: صَدَقَةٌ، وَصِلَةٌ»([26]). وَإِنَّ الزَّوْجَ مِنْ أُولِي الْقُرْبَى الَّذِينَ
هُمْ أَوْلَى بِالْبِرِّ، وَبَذْلِ الْخَيْرِ، وَالزَّوْجَةُ الَّتِي تُحْسِنُ عِبَادَةَ
رَبِّهَا، وَتَجْتَهِدُ فِي رِعَايَةِ بَيْتِهَا، وَتُسَاعِدُ زَوْجَهَا لَهَا أَجْرَانِ، فَعَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ
قَالَتْ: خَرَجَ عَلَيْنَا بِلَالٌ فَقُلْنَا لَهُ: ائْتِ رَسُولَ اللَّهِ r فَأَخْبِرْهُ أَنَّ امْرَأَتَيْنِ
بِالْبَابِ تَسْأَلَانِكَ: أَتُجْزِئُ الصَّدَقَةُ عَنْهُمَا، عَلَى أَزْوَاجِهِمَا،
وَعَلَى أَيْتَامٍ فِي حُجُورِهِمَا؟ فَسَأَلَهُ... فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ r :« لَهُمَا أَجْرَانِ: أَجْرُ الْقَرَابَةِ، وَأَجْرُ
الصَّدَقَةِ»([27]). لِأَنَّ ذَلِكَ يُثْمِرُ مَوَدَّةً وَمَحَبَّةً
بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ، وَتَمَاسُكًا لِلْأُسْرَةِ، وَسَعَادَةً لِأَفْرَادِهَا، وَاسْتِقْرَارًا
لِلْمُجْتَمَعِ.
اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ صَالِحَاتِ أَعْمَالِنَا، وَضَاعِفْ
حَسَنَاتِنَا، وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا فَإِنَّكَ سُبْحَانَكَ الْقَائِلُ:( إِنَّ
اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)([28]).
وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :« مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا
عَشْرًا»([29]). اللَّهُمَّ
صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ
وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ. وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ:
أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ
الْأَكْرَمِينَ. اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنَ الْبَارِّينَ بِآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ،
الْمُحْسِنِينَ إِلَى أَهْلِيهِمْ وَأَرْحَامِهِمْ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ
وَالْمُسْلِمَاتِ: الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ ، وَأَفِضْ عَلَيْهِمْ
مِنْ خَيْرِكَ وَرِضْوَانِكَ. وَأَدْخِلِ اللَّهُمَّ فِي عَفْوِكَ
وَغُفْرَانِكَ وَرَحْمَتِكَ آبَاءَنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَجَمِيعَ أَرْحَامِنَا
وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ،
وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالسَّلَامَةَ مِنْ كُلِّ
إِثْمٍ، اللَّهُمَّ إِنِّا نَسْأَلُكَ الْفَوْزَ بِالْجَنَّةِ، وَالنَّجَاةَ
مِنَ النَّارِ، اللَّهُمَّ لَا تَدَعْ لَنَا ذَنْبًا إِلَّا غَفَرْتَهُ، وَلَا هَمًّا
إِلَّا فَرَّجْتَهُ، وَلَا دَيْنًا إِلَّا قَضَيْتَهُ، وَلَا مَرِيضًا إِلَّا شَفَيْتَهُ،
وَلَا مَيْتًا إِلَّا رَحِمْتَهُ، وَلَا حَاجَةً إِلَّا قَضَيْتَهَا وَيَسَّرْتَهَا
يَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ، فَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ،
وَبِالْإِجَابَةِ جَدِيرٌ.
اللَّهُمَّ احْفَظْ لِأمتنا
اسْتِقْرَارَهَا وَرَخَاءَهَا، وَبَارِكْ فِي خَيْرَاتِهَا، وَزِدْهَا فَضْلًا
وَنِعَمًا، وَحَضَارَةً وَعِلْمًا، وَبَهْجَةً
وَجَمَالًا، وَمَحَبَّةً وَتَسَامُحًا، وَأَدِمْ عَلَيْهَا السَّعَادَةَ وَالْأَمَانَ يَا
رَبَّ الْعَالَمِينَ.
اللَّهُمَّ انْشُرِ الاِسْتِقْرَارَ وَالسَّلَامَ فِي بُلْدَانِ
الْمُسْلِمِينَ وَالْعَالَمِ أَجْمَعِينَ. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً
وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ،
وَاشْكرُوهُ علَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ. وَأَقِمِ الصَّلَاةَ.