الْإِنْسَانُ وَمَسْؤُولِيَّتُهُ
الْخُطْبَةُ الْأُولَى
الْحَمْدُ
لِلَّهِ الرَّحْمَنِ، الَّذِي خَلَقَ الْإِنْسَانَ،
وَعَلَّمَهُ الْبَيَانَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا
عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، بَعَثَهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْبَشَرِيَّةِ، وَهِدَايَةً
لِلْإِنْسَانِيَّةِ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ
أَجْمَعِينَ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ، قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ
وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)([1]).
أَيُّهَا النَّاسُ: لَقَدْ خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ وَأَكْمَلِهَا، وَأَتَمِّهَا
وَأَقْوَمِهَا، قَالَ تَعَالَى:( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ
تَقْوِيمٍ)([2]). وَكَرَّمَهُ أَعْظَمَ تَكْرِيمٍ، قَالَ سُبْحَانَهُ:( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ
وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ
مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا)([3]). وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ، وَأَسْجَدَ لِآدَمَ مَلَائِكَتَهُ، قَالَ عَزَّ وَجَلَّ:( إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ
طِينٍ* فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ
سَاجِدِينَ)([4]). وَأَنْعَمَ عَلَيْهِ بِنِعَمٍ كَثِيرَةٍ، بِهَا يَسْتَقِيمُ عَيْشُهُ، وَتَصْلُحُ
حَيَاتُهُ، قَالَ سُبْحَانَهُ:( أَلَمْ نَجْعَلْ
لَهُ عَيْنَيْنِ* وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ* وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ)([5]). وَخَصَّهُ اللَّهُ تَعَالَى بِالْعِلْمِ، قَالَ جَلَّ جَلَالُهُ:( عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)([6]). وَتَكَفَّلَ سُبْحَانَهُ بِرِزْقِهِ وَرِعَايَتِهِ، قَالَ عَزَّ وَجَلَّ:( مَا أُرِيدُ
مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ* إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ
ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)([7]). لِيُقْبِلَ الْإِنْسَانُ عَلَى عِبَادَةِ
اللَّهِ تَعَالَى، وَيُؤَدِّيَ وَاجِبَهُ
تُجَاهَ خَالِقِهِ، وَيَقُومَ
بِمَسْؤُولِيَّاتِهِ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ.
عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ
وَاجِبَ الْإِنْسَانِ تُجَاهَ خَالِقِهِ أَنْ يُطِيعَهُ،
وَيُحْسِنَ عِبَادَتَهُ، قَالَ تَعَالَى:( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)([8]). أَيْ مَا خَلَقْتُهُمْ إِلَّا لِعِبَادَتِي، وَالْخُضُوعِ لِأَمْرِي. فَقَدِ
اسْتَخْلَصَ اللَّهُ تَعَالَى الْإِنْسَانَ لِنَفْسِهِ
وَعِبَادَتِهِ([9])، فَيُحَافِظَ عَلَى الْفَرَائِضِ، وَيُكْثِرَ مِنَ النَّوَافِلِ، وَيُسَارِعَ
إِلَى الْخَيْرَاتِ، وَيُقْدِمَ عَلَى الْمَبَرَّاتِ، وَيَبْذُلَ الْخَيْرَ لِلْجَمِيعِ،
فَقِيمَةُ الْإِنْسَانِ تَتَجَلَّى فِي إِنْسَانِيَّتِهِ
الَّتِي تَنْطَوِي عَلَى الرَّحْمَةِ وَبَذْلِ الْخَيْرِ لِلنَّاسِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :« أَحَبُّ النَّاسِ
إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ»([10]). فَمِنْ وَاجِبِ الْإِنْسَانِ أَنْ يَسْعَى
لِتَقْوِيَةِ رَوَابِطِ الْإِنْسَانِيَّةِ، وَتَحْقِيقِ التَّرَاحُمِ بَيْنَ الْبَشَرِيَّةِ؛
فَقَدْ أَمَرَنَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِالْبِرِّ بِالْوَالِدَيْنِ، قَالَ عَزَّ وَجَلَّ:( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا)([11]). وَحَثَّنَا عَلَى الْإِحْسَانِ إِلَى أَرْحَامِنَا، قَالَ تَعَالَى:( وَاتَّقُوا
اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ)([12]). وَالتَّوَاضُعِ لِلنَّاسِ أَجْمَعِينَ، حَتَّى لَا يَسْتَعْلِيَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :« إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيَّ:
أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، وَلَا يَبْغِيَ أَحَدٌ
عَلَى أَحَدٍ»([13]). فَنَحْنُ
جَمِيعًا فِي الْإِنْسَانِيَّةِ سَوَاسِيَةٌ، خَلَقَنَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ، قَالَ سُبْحَانَهُ:( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ
وَاحِدَةٍ)([14]). وَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ r :«يَا
أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ»([15]).
وَأَوْصَانَا سُبْحَانَهُ أَنْ نَتَعَارَفَ وَنَتَآلَفَ، قَالَ تَعَالَى:( يَا أَيُّهَا
النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا
وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)([16]). فَالتَّعَارُفُ يُثْمِرُ التَّعَاوُنَ، وَالتَّقَارُبُ يُنْتِجُ الْمَحَبَّةَ،
وَبِذَلِكَ يَتَحَقَّقُ النَّفْعُ وَالْخَيْرُ لِلْجَمِيعِ، وَتُبْنَى حَضَارَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ
شَامِلَةٌ، جَامِعَةٌ مُتَكَامِلَةٌ، يُشَارِكُ فِي تَشْيِيدِهَا النَّاسُ أَجْمَعُونَ؛
بِمُخْتَلَفِ أَلْوَانِهِمْ وَأَعْرَاقِهِمْ وَمُعْتَقَدَاتِهِمْ.
أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّ مِنْ مَهَامِّ الْإِنْسَانِ فِي هَذِهِ
الْحَيَاةِ أَنْ يَعْمُرَ الْأَرْضَ، وَيُقِيمَ فِيهَا الْحَضَارَاتِ، وَيُشَيِّدَ
الْإِنْجَازَاتِ، قَالَ جَلَّ جَلَالُهُ:( هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ
وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا)([17]). أَيْ :خَلَقَ مِنْهَا أَبَاكُمْ آدَمَ، وَجَعَلَكُمْ فِيهَا لِتُعَمِّرُوهَا
وَتَسْتَغِلُّوهَا([18])، وَتَسْتَثْمِرُوا مَوَارِدَهَا الَّتِي أَوْدَعَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا، فَقَدْ هَيَّأَ لَنَا مَا يُعِينُنَا عَلَى إِعْمَارِهَا، وَإِقَامَةِ
الْحَضَارَةِ فِيهَا، فَقَالَ سُبْحَانَهُ:( وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا
وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)([19]). وَأَمَرَ عَزَّ وَجَلَّ بِالْعَمَلِ
وَالاِجْتِهَادِ فِيهَا، وَالسَّعْيِ فِي أَرْجَائِهَا؛ طَلَبًا لِأَسْبَابِ الْعَيْشِ
الْكَرِيمِ، فَقَالَ تَعَالَى:( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ
ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)([20]). وَقَالَ سُبْحَانَهُ:( فَإِذَا
فَرَغْتَ فَانْصَبْ)([21]). أَيْ: إِذَا انْتَهَيْتَ
مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا وَأَشْغَالِهَا؛ فَاجْتَهِدْ فِي الْعِبَادَةِ([22]). وَإِذَا أَتْمَمْتَ
عَمَلًا مِنْ مَهَامِّ الْأَعْمَالِ فَأَقْبِلْ عَلَى عَمَلٍ آخَرَ؛ لِتَكُونَ أَوْقَاتُكَ
كُلُّهَا عَامِرَةً بِالْأَعْمَالِ الْعَظِيمَةِ([23]). كَمَا قَالَ
تَعَالَى:( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ)([24]). وَقَدْ حَثَّنَا
النَّبِيُّ r عَلَى مُوَاصَلَةِ
الْعَمَلِ وَالْإِنْتَاجِ فَقَالَ r :« إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ
أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا»([25]).
فَإِنَّ
الْإِنْسَانَ فِي مَيْدَانِ
عَمَلٍ وَتَعْمِيرٍ، وَجِدٍّ وَاجْتِهَادٍ، فَهُوَ يَتْعَبُ لِيُحَقِّقَ الْخَيْرَ
لِنَفْسِهِ وَأَهْلِهِ، وَمُجْتَمَعِهِ وَوَطَنِهِ، وَلِلْإِنْسَانِيَّةِ جَمِيعِهَا، وَذَلِكَ أَمْرٌ وَاجِبٌ شَرْعًا،
فَكُلُّ النَّاسِ شُرَكَاءُ فِي التَّقَدُّمِ الْحَضَارِيِّ، وَعَلَى الْإِنْسَانِ الْمُسْلِمِ أَنْ يَكُونَ
قُدْوَةً لِغَيْرِهِ.
فَاللَّهُمَّ اجْعَلْنَا لِلْإِنْسَانِيَّةِ نَافِعِينَ، وَلِلْخَيرِ بَاذِلِينَ،
وَوَفِّقْنَا لِطَاعَتِكَ أَجْمَعِينَ، وَطَاعَةِ رَسُولِكَ مُحَمَّدٍ الْأَمِينِ r وَطَاعَةِ مَنْ
أَمَرْتَنَا بِطَاعَتِهِ، عَمَلًا بِقَوْلِكَ:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)([26]).
نَفَعَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ
وَبِسُنَّةِ نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ
فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ
أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، فَاللَّهُمَّ صَلِّ
وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ
أَجْمَعِينَ، وَعَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ
وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ كُلَّ إِنْسَانٍ بَصِيرًا بِخَبَايَا نَفْسِهِ،
وَبِمَا أَنْجَزَ مِنْ عَمَلِهِ، قَالَ سُبْحَانَهُ:( بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ)([27]). مَسْؤُولًا عَنِ اجْتِهَادِهِ وَسَعْيِهِ أَمَامَ رَبِّهِ، قَالَ تَعَالَى:(
وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا* اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ
عَلَيْكَ حَسِيبًا)([28]). لَا يُؤَاخَذُ بِجَرِيرَةِ غَيْرِهِ، قَالَ سُبْحَانَهُ:( أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى* وَأَنْ لَيْسَ
لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى* وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى* ثُمَّ يُجْزَاهُ
الْجَزَاءَ الْأَوْفَى)([29]).
فَلْيَسْتَثْمِرِ الْإِنْسَانُ وُجُودَهُ فِي الدُّنْيَا،
وَيَغْتَنِمِ الْأَوْقَاتَ فِي الْمُسَارَعَةِ إِلَى الْخَيْرَاتِ، وَعَمَلِ الصَّالِحَاتِ،
وَنَفْعِ النَّاسِ جَمِيعًا، قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ:( وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا
بِالصَّبْرِ)([30]).
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ
أُمِرْتُمْ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيْهِ، قَالَ تَعَالَى:( إِنَّ
اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)([31]).
وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :« مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا
عَشْرًا»([32]).
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى
سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ. وارْضَ
اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ
وَعَلِيٍّ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ الْأَكْرَمِينَ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنَ الْبَارِّينَ بِآبَائِهِمْ
وَأُمَّهَاتِهِمْ، الْمُحْسِنِينَ إِلَى أَهْلِيهِمْ وَأَرْحَامِهِمْ. اللَّهُمَّ
اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ: الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ،
اللَّهُمَّ ارْحَمْهُمْ رَحْمَةً وَاسِعَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَأَفِضْ
عَلَيْهِمْ مِنْ خَيْرِكَ وَرِضْوَانِكَ. وَأَدْخِلِ اللَّهُمَّ فِي عَفْوِكَ
وَغُفْرَانِكَ وَرَحْمَتِكَ آبَاءَنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَجَمِيعَ أَرْحَامِنَا
وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ
مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ،
وَالسَّلَامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، اللَّهُمَّ إِنِّا نَسْأَلُكَ الْفَوْزَ بِالْجَنَّةِ، وَالنَّجَاةَ
مِنَ النَّارِ، اللَّهُمَّ لَا تَدَعْ لَنَا ذَنْبًا إِلَّا غَفَرْتَهُ، وَلَا هَمًّا
إِلَّا فَرَّجْتَهُ، وَلَا دَيْنًا إِلَّا قَضَيْتَهُ، وَلَا مَرِيضًا إِلَّا شَفَيْتَهُ،
وَلَا مَيِّتًا إِلَّا رَحِمْتَهُ، وَلَا حَاجَةً إِلَّا قَضَيْتَهَا وَيَسَّرْتَهَا
يَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ، فَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ،
وَبِالْإِجَابَةِ جَدِيرٌ.
اللَّهُمَّ احْفَظْ للامة
اسْتِقْرَارَهَا وَرَخَاءَهَا، وَبَارِكْ فِي ثَرَوَاتِهَا وَخَيْرَاتِهَا، وَزِدْهَا فَضْلًا
وَنِعَمًا، وَحَضَارَةً وَعِلْمًا، وَبَهْجَةً
وَجَمَالًا، وَمَحَبَّةً وَتَسَامُحًا، وَأَدِمْ عَلَيْهَا السَّعَادَةَ وَالْأَمَانَ يَا
رَبَّ الْعَالَمِينَ.
اللَّهُمَّ ارْحَمْ
شُهَدَاءَ الْوَطَنِ وَقُوَّاتِ التَّحَالُفِ الْأَبْرَارَ،
وَاجْزِ خَيْرَ الْجَزَاءِ أُمَّهَاتِ الشُّهَدَاءِ
وَآبَاءَهُمْ وَزَوْجَاتِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ جَمِيعًا، اللَّهُمَّ انْصُرْ
قُوَّاتِ التَّحَالُفِ الْعَرَبِيِّ، الَّذِينَ تَحَالَفُوا عَلَى رَدِّ الْحَقِّ
إِلَى أَصْحَابِهِ. اللَّهُمَّ كُنْ مَعَهُمْ وَأَيِّدْهُمْ، اللَّهُمَّ
وَفِّقْ أَهْلَ الْيَمَنِ إِلَى كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْمَعْهُمْ عَلَى كَلِمَةِ
الْحَقِّ وَالشَّرْعِيَّةِ، وَارْزُقْهُمُ الرَّخَاءَ يَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ. اللَّهُمَّ انْشُرِ الاِسْتِقْرَارَ وَالسَّلَامَ فِي بُلْدَانِ
الْمُسْلِمِينَ وَالْعَالَمِ أَجْمَعِينَ.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً
وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
اذْكُرُوا اللَّهَ
الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكرُوهُ علَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ.
-
من مسؤولية الخطيب
1. الالتزام التام بالخطبة المكتوبة وعدم الخروج عنها إلا بتصريح
مكتوب.
2. الحضور إلى الجامع
مبكرًا .
3.
أن يكون حجم ورقة الخطبة صغيراً (
4.
مسك العصا .
5.
أن يكون المؤذن ملتزمًا بلبس البشت، ومستعدا لإلقاء الخطبة كبديل، وإبداء
الملاحظات على الخطيب إن وجدت.
6.
التأكد من عمل السماعات الداخلية اللاقطة للأذان الموحد وأنها تعمل بشكل جيد أثناء
الخطبة.
7.
التأكد من وجود كتاب خطب الجمعة في مكان بارز (على الحامل).
8.
منع التسول في المسجد منعاً باتًّا، وللإبلاغ عن المتسول يرجى الاتصال برقم (26 26
800) أو رقم (999) أو إرسال رسالة نصية على رقم (2828).
-
لطفًا: من يرغب أن يكتب خطبة فليرسلها مشكورا على فاكس 026211850
أو يرسلها على إيميل Khutba@Awqaf.gov.ae
-
أضيفت خدمة جديدة لتطوير خطبة الجمعة على موقع الهيئة www.awqaf.ae وذلك لاقتراح عناوين جديدة أو إثراء للعناوين المعتمدة أو
إبداء الرأي في الخطب التي ألقيت.
ــــــــــ
الرؤية:
مرجعية إسلامية عالمية وتنمية وقفية مستدامة.
الرسالة: تنمية الوعي
الديني، وتطوير المساجد، والمراكز القرآنية، والفتوى الشرعية، والحج والعمرة،
والتنمية الوقفية، وابتكار منظومات ذكية لإسعاد المجتمع.
- مركز الفتوى الرسمي
بالدولة باللغات (العربية، والإنجليزية، والأوردو)
للإجابة على الأسئلة
الشرعية وقسم الرد على النساء 22
24 800
من الثامنة صباحا حتى
الثامنة مساء عدا أيام العطل الرسمية
-
خدمة الفتوى عبر الرسائل النصية sms على الرقم 2535