وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ
الْخُطْبَةُ الْأُولَى
الْحَمْدُ
لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، يُجِيبُ دُعَاءَ الْقَانِتِينَ، وَيُجْزِلُ الثَّوَابَ لِلْقَائِمِينَ الْخَاشِعِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا
إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِينَ، وَأَشْهَدُ
أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، إِمَامُ
الْمُرْسَلِينَ، وَقُدْوَةُ الْعَابِدِينَ، خَيْرُ مَنْ قَنَتَ لِرَبِّهِ وَرَجَاهُ،
وَقَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَنَاجَاهُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَالَاهُ،
وَاتَّبَعَ هُدَاهُ.
أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ وَطَاعَتِهِ، وَخَشْيَتِهِ
وَالاِجْتِهَادِ فِي عِبَادَتِهِ، قَالَ تَعَالَى:( وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ
فَأُوْلَئِكَ هُمُ الفَائِزُونَ)([1]).
أَيُّهَا الصَّائِمُونَ: يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:( أَمَّنْ هُوَ
قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ
رَبِّهِ)([2]) فَالْقُنُوتُ رَوْضَةُ
الْعَابِدِينَ، وَلَذَّةُ الْخَاشِعِينَ، يَرْجُونَ بِهِ رَحْمَةَ رَبِّهِمْ
وَرِضَاهُ، أُولَئِكَ مَنْزِلَتُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَالِيَةٌ، وَمَكَانَتُهُمْ لَدَيْهِ
سَامِيَةٌ.
وَالْقُنُوتُ خُضُوعٌ
لِلَّهِ تَعَالَى([3])
وَهُوَ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ تَبَارَكَ اسْمُهُ:( وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ
وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ)([4]). وَيَكُونُ الْقُنُوتُ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ بِطَاعَتِهِ وَطُولِ الْقِيَامِ فِي الصَّلَاةِ بِخُشُوعٍ([5]). وَالتَّوَجُّهِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالرَّجَاءِ، وَالتَّضَرُّعِ
إِلَيْهِ بِالدُّعَاءِ، قَالَ تَعَالَى:( الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا
آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ* الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ
وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ)([6]).
وَقَدْ مَدَحَ اللَّهُ
تَعَالَى سَيِّدَنَا إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ
السَّلَامُ بِقَوْلِهِ:( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ
مِنَ الْمُشْرِكِينَ)([7]). أَيْ كَانَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ
السَّلَامُ إِمَامًا وَقُدْوَةً فِي الطَّاعَةِ وَالْخُشُوعِ لِلَّهِ تَعَالَى.
وَأَمَرَ اللَّهُ
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مَرْيَمَ أُمَّ عِيسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ بِالْقُنُوتِ لَهُ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ:( يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي
مَعَ الرَّاكِعِينَ)([8]). فَكَانَتْ تُطِيلُ الْقِيَامَ لِرَبِّهَا فِي صَلَاتِهَا؛
فأَثْنَى عَلَيْهَا بِقَوْلِهِ:( وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ
مِنَ الْقَانِتِينَ)([9]).
وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ
r
يُطِيلُ الْقِيَامَ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهِ، يُنَاجِيهِ
وَيَدْعُوهُ، وَيَسْأَلُهُ سُبْحَانَهُ مِنْ فَيْضِ كَرَمِهِ، وَعَظِيمِ فَضْلِهِ، عَمَلًا بِقَوْلِهِ
تَبَارَكَ اسْمُهُ:( وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ)([10]). أَيْ: وَقُومُوا لِلَّهِ فِي صَلَاتِكُمْ
خَاشِعِينَ([11]). وَقَالَ r :« أَفْضَلُ الصَّلَاةِ طُولُ الْقُنُوتِ»([12]). فَحَثَّنَا r فِي هَذَا الْحَدِيثِ الشَّرِيفِ
عَلَى طُولِ الْقِيَامِ بِخُشُوعٍ، وَهَذَا لِمَنْ صَلَّى مُنْفَرِدًا فِي قِيَامِ
اللَّيْلِ.
أَيُّهَا الْقَانِتُونَ: لَقَدْ عَلَّمَنَا النَّبِيُّ r دُعَاءَ الْقُنُوتِ، فَعَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ r كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي قُنُوتِ الْوِتْرِ:« اللَّهُمَّ
اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ،
وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضِي وَلَا
يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلَا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ،
تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ»([13]). وَهَذَا دُعَاءٌ عَظِيمٌ فِي مَعْنَاهُ، جَامِعٌ لِخَيْرَيِ
الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
وَمَعْنَى:« اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ». أَسْأَلُكُ
يَا اللَّهُ أَنْ تَجْعَلَنِي فِي جُمْلَةِ الَّذِينَ هَدَيْتَهُمْ فَسَارَعُوا إِلَى
الْخَيْرَاتِ، وَتَقَرَّبُوا إِلَيْكَ بِالطَّاعَاتِ، وَبَادَرُوا إِلَى عَمَلِ
الصَّالِحَاتِ، فَكَانُوا مِنَ:( الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ
أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ)([14]).
وَأَمَّا دُعَاؤُنَا
فِي الْقُنُوتِ:« وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ». فَهُوَ مِنْ أَعْظَمِ الْأَدْعِيَةِ
وَأَشْمَلِهَا، وَأَتَمِّهَا وَأَكْمَلِهَا، وَأَفْضَلِهَا وَأَحْسَنِهَا، قَالَ r :« مَا مِنْ دَعْوَةٍ
يَدْعُو بِهَا الْعَبْدُ أَفْضَلَ مِنَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ
الْمُعَافَاةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ»([15]). فَإِنَّ الْعَافِيَةَ هِيَ سَلَامَةُ الْقَلْبِ
وَصِحَّةُ الْبَدَنِ مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ وَسُوءٍ فِي الدُّنْيَا، وَالْفَوْزُ بِالْجَنَّةِ
فِي الْآخِرَةِ، فَالْعَافِيَةُ خَيْرُ عَطَاءٍ يَهَبُهُ اللَّهُ تَعَالَى لِلْإِنْسَانِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :« إِنَّ النَّاسَ لَمْ يُعْطَوْا بَعْدَ الْيَقِينِ
خَيْرًا مِنَ الْعَافِيَةِ»([16]).
وَمَعْنَى دُعَائِنَا
فِي الْقُنُوتِ:« وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ». أَيِ اجْعَلْنِي يَا
رَبِّ مِنْ عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ تَتَوَلَّاهُمْ بِعِنَايَتِكَ، وَتَحْفَظُهُمْ
بِرِعَايَتِكَ، وَتُوَفِّقُهُمْ بِقُدْرَتِكَ([17]). وَمَنْ يَتَوَلَّهُ اللَّهُ
تَعَالَى فَلَنْ يَذِلَّ
فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ، قَالَ rفِي دُعَاءِ الْقُنُوتِ:« إِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ».
وَمِنْ دُعَاءِ الْقُنُوتِ :« وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ» أَيْ: أَنْزِلْ لِيَ الْبَرَكَةَ فِيمَا أَعْطَيْتَنِي. وَالْبَرَكَةُ هِيَ أَنْ يَزِيدَكَ اللَّهُ
سُبْحَانَهُ مِنَ الْخَيْرَاتِ الْكَثِيرَةِ
وَيُسْعِدَكَ بِهَا. وَأَمَّا قَوْلُنَا
فِي دُعَاءِ الْقُنُوتِ :« وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ». فَهُوَ
اسْتِعَاذَةٌ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ كُلِّ شَرٍّ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا([18]). فَاللَّهُمَّ
اجْعَلْنَا لَكَ قَانِتِينَ طَائِعِينَ، وَوَفِّقْنَا لِطَاعَتِكَ أَجْمَعِينَ، وَطَاعَةِ رَسُولِكَ مُحَمَّدٍ الْأَمِينِ r وَطَاعَةِ مَنْ أَمَرْتَنَا بِطَاعَتِهِ، عَمَلًا بِقَوْلِكَ
:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا
اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ)([19]).
نَفَعَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ،
وَبِسُنَّةِ نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي
وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الْخُطْبَةُ
الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، الْجَوَادِ
الْكَرِيمِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا
عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى
آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ
الدِّينِ.
أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ وَنَفْسِي
بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
أَيُّهَا
الْمُصَلُّونَ: إِنَّ مِنْ مُسْتَحَبَّاتِ الدُّعَاءِ أَنْ يُثْنِيَ الْمُؤْمِنُ فِي دُعَائِهِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى بِمَا
أَثْنَى بِهِ عَلَى نَفْسِهِ، وَأَنْ يُمَجِّدَهُ وَيَحْمَدَهُ بِمَا هُوَ
أَهْلُهُ، فَإِنَّ النَّبِيَّ r خَتَمَ دُعَاءَ الْقُنُوتِ بِتَمْجِيدِ اللَّهِ وَتَعْظِيمِهِ وَالثَّنَاءِ
عَلَيهِ فَقَالَ r :« تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ». وَسَمِعَ النَّبِيُّ r رَجُلًا يُصَلِّي، فَمَجَّدَ اللَّهَ
وَحَمِدَهُ، وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ r فَقَالَ:« ادْعُ تُجَبْ، وَسَلْ
تُعْطَ»([20]). فَاسْتَشْعِرُوا هَذِهِ الْمَعَانِيَ فِي دُعَاءِ الْقُنُوتِ حِينَ تُنَاجُونَ رَبَّكُمْ وَتَرْفَعُونَ إِلَيْهِ أَكُفَّكُمْ؛ لِيَسْتَجِيبَ
اللَّهُ دُعَاءَكُمْ، وَتَنَالُوا الثَّوَابَ وَالْقَبُولَ، فَإِنَّ اللَّهَ
عَزَّ وَجَلَّ أَعَدَّ
لِلْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ مَغْفِرَةً
وَأَجْرًا عَظِيمًا.
وَإِنَّنَا فِي هَذَا
الشَّهْرِ الْمُبَارَكِ نُكْثِرُ مِنْ دُعَاءِ اللَّهِ سُبحَانَهُ، وَالتَّقَرُّبِ
إِلَيْهِ بِالصِّيَامِ وَالْقِيَامِ وَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ، وَالْإِنْفَاقِ فِي
أَوْجُهِ الْخَيرِ وَالْإِحْسَانِ، نَرْتَجِي بِذَلِكَ ثَوَابَ اللَّهِ تَعَالَى،
وَنَسْأَلُهُ أَنْ يُوَفِّقَنَا لِلزِّيَادَةِ مِنَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ فِي الْعَشْرِ
الْأَوَاخِرِ، وَأَنْ يُبَلِّغَنَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ، فَيَغْفِرَ لَنَا
وَيَعْفُوَ عَنَّا، وَيَكْتُبَنَا مِنْ عِبَادِهِ الْقَانِتِينَ.
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ
أُمِرْتُمْ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيْهِ، قَالَ تَعَالَى:( إِنَّ
اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)([21]).
وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:« مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا
عَشْرًا»([22]). اللَّهُمَّ
صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ
وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ
الرَّاشِدِينَ: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ سَائِرِ
الصَّحَابَةِ الْأَكْرَمِينَ.
اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ صِيَامَنَا وَقِيَامَنَا
وَصَالِحَاتِ أَعْمَالِنَا.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنَ النِّعْمَةِ تَمَامَهَا، وَمِنَ الرَّحْمَةِ شُمُولَهَا، وَمِنَ الْعَافِيَةِ
دَوَامَهَا، وَمِنَ الْعَيْشِ أَرْغَدَهُ، وَمِنَ الْعُمُرِ أَسْعَدَهُ، وَمِنَ الْإِحسَانِ
أَتَمَّهُ، وَمِنَ الْإِنْعَامِ أَعَمَّهُ، وَمِنَ الْعَمَلِ أَصْلَحَهُ، وَمِنَ الْعِلْمِ
أَنْفَعَهُ،
وَمِنَ الرِّزْقِ أَوْسَعَهُ.
اللَّهُمَّ انْشُرِ
الاِسْتِقْرَارَ وَالسَّلاَمَ فِي بُلْدَانِ الْمُسْلِمِينَ وَالْعَالَمِ أَجْمَعِينَ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ
وَالْمُسْلِمَاتِ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُمْ
رَحْمَةً وَاسِعَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَأَفِضْ عَلَيْهِمْ مِنْ خَيْرِكَ
وَرِضْوَانِكَ. وَأَدْخِلِ اللَّهُمَّ فِي عَفْوِكَ وَغُفْرَانِكَ
وَرَحْمَتِكَ آبَاءَنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَجَمِيعَ أَرْحَامِنَا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ
عَلَيْنَا.
اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ،
وَاشْكرُوهُ علَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ.
اللَّهُمَّ
صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ
أَجْمَعِينَ